اساسيات الاستثمار

كيفية تحديد مقدار الأموال التي يمكنك استثمارها كأول مرة

person holding pencil near laptop computer
person holding pencil near laptop computer

أهمية تحديد نفقات المعيشة

عند البدء في استثمار الأموال لأول مرة، من الضروري أن يكون لديك فهم واضح لنفقات المعيشة الخاصة بك. يُنصح بأن يحتفظ المستثمرون الجدد بمبلغ يعادل نفقات المعيشة لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر في حساب توفير يسهل الوصول إليه. هذا المبلغ يمكن أن يوفر شبكة أمان مالية في حالة الطوارئ، مما يسمح لك بالاستمرار في تلبية احتياجاتك الأساسية دون الحاجة إلى تصفية الاستثمارات بشكل مفاجئ.

تحديد نفقات المعيشة يشمل حساب تكاليف السكن، والطعام، والمواصلات، والرعاية الصحية، والفواتير الشهرية الأخرى. من خلال تجميع هذه التكاليف، يمكنك تحديد مقدار الأموال التي تحتاجها للبقاء بشكل مريح خلال فترة زمنية معينة. توافر هذه الأموال في حساب توفير يمكن أن يمنعك من الوقوع في الديون أو الاضطرار إلى بيع استثماراتك في وقت غير مناسب.

بالإضافة إلى ذلك، يُعد الاحتفاظ بمبلغ كافٍ لتغطية نفقات المعيشة خطوة ضرورية لتحقيق الاستقرار المالي. فهو يمنحك الثقة والأمان المالي اللازمين لاتخاذ قرارات استثمارية مدروسة دون القلق المستمر بشأن النفقات اليومية. هذه القاعدة الذهبية تتيح لك التحرك بحرية في سوق الاستثمار، مع العلم أنك محمي من أي اضطرابات مالية غير متوقعة.

بالتالي، فإن تحديد نفقات المعيشة والاحتفاظ بمبلغ كافٍ لتغطيتها في حساب توفير يعد خطوة أساسية لكل مستثمر جديد. من خلال القيام بذلك، يمكنك الاستفادة من فرص الاستثمار دون التضحية بالاستقرار المالي، مما يتيح لك بناء محفظة استثمارية قوية ومستدامة. تذكر دائمًا أن الاستقرار المالي هو الأساس الذي يمكن أن تبني عليه نجاحك الاستثماري على المدى الطويل.

إقرأ أيضا:كيفية اختيار الاستثمارات بناءً على مدى تحملك للمخاطر وأسلوبك الاستثماري

تحديد مقدار المدخرات اللازمة

الخطوة الأولى في تحديد مقدار الأموال التي يمكنك استثمارها كأول مرة هي حساب ميزانيتك الشهرية. تبدأ هذه العملية بمراجعة جميع مصادر الدخل الثابتة والنفقات الشهرية الأساسية. يشمل ذلك الإيجار أو الرهن العقاري، الفواتير المنزلية مثل الكهرباء والماء، تكاليف النقل، والطعام. بمجرد حساب هذه النفقات، يمكنك تحديد مبلغ المال الذي يبقى لديك كل شهر.

بعد معرفة ميزانيتك الشهرية، يجب عليك ضرب هذا المبلغ في عدد الأشهر التي ترغب في تأمينها كمخزون احتياطي. يوصي الخبراء الماليون عادةً بتوفير مبلغ يغطي من ثلاثة إلى ستة أشهر من النفقات الشهرية. هذا المبلغ يشكل شبكة أمان مالية تساعدك في حالة الطوارئ أو فقدان الوظيفة المؤقت. لذلك، إذا كانت نفقاتك الشهرية تبلغ 2000 دولار، فإنك بحاجة إلى حفظ ما بين 6000 و12000 دولار في حساب التوفير الخاص بك قبل التفكير في الاستثمار.

الحفاظ على مدخرات كافية في حساب التوفير الخاص بك يمنحك الثقة المالية والمرونة. هذا الاحتياطي يمنعك من الاضطرار إلى سحب الأموال من استثماراتك في حالة الطوارئ، مما يمكن أن يؤدي إلى خسائر مالية غير مرغوب فيها. بالإضافة إلى ذلك، يوفر لك هذا النهج الوقت للتخطيط للاستثمارات بشكل استراتيجي دون القلق بشأن الاحتياجات المالية اليومية.

من المهم أيضاً مراجعة ميزانيتك ومدخراتك بانتظام للتأكد من أنك على الطريق الصحيح. يمكن أن تتغير الظروف المالية بمرور الوقت، وبالتالي قد تحتاج إلى تعديل المبلغ الذي تحتفظ به في حساب التوفير. باتباع هذه الخطوات، يمكنك تحديد مقدار المدخرات اللازمة بثقة قبل الشروع في استثمار أموالك.

إقرأ أيضا:أهمية الاستثمار في تأمين المستقبل المالي

المبلغ المتاح للاستثمار

بعد تحديد المدخرات اللازمة لتغطية نفقات المعيشة الأساسية، يجب مراجعة ما تبقى من مدخراتك لتحديد المبلغ الذي يمكنك استثماره. هذه الخطوة تعتبر حيوية لضمان أن تكون استثماراتك غير مهددة بالنفقات غير المتوقعة. من المهم أن تأخذ بعين الاعتبار جميع المصاريف الشهرية الثابتة مثل الإيجار أو الرهن العقاري، الفواتير، الطعام، والمواصلات. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي أن تكون هناك مدخرات طوارئ تعادل نفقات ثلاثة إلى ستة أشهر لتغطية أي حالات غير متوقعة.

بمجرد حساب هذه المصاريف الشهرية، يمكنك تحديد المبلغ المتبقي الذي يمكن تخصيصه للاستثمار. يفضل أن تكون هذه المبالغ مدخرات زائدة عن حاجتك اليومية وتكون جاهزة للاستثمار دون التأثير على معيشتك اليومية. إذا كان لديك قروض أو ديون مستحقة، ينبغي أن تعطي الأولوية لسدادها قبل البدء في الاستثمار، إذ أن الفوائد المرتبطة بالديون قد تأخذ جزءاً كبيراً من مدخراتك.

عند تحديد المبلغ المتاح للاستثمار، من المفيد أيضاً النظر في أهدافك المالية طويلة الأمد. هل ترغب في شراء منزل، تمويل تعليم أطفالك، أو التقاعد المبكر؟ تحديد هذه الأهداف سيساعدك في وضع خطة استثمارية تتناسب مع احتياجاتك المستقبلية.

يعد الالتزام بميزانية واضحة ومحددة من أهم العوامل لتحقيق النجاح المالي. الميزانية تساعدك على مراقبة نفقاتك وتحديد الفرص لتوفير المزيد من الأموال التي يمكن توجيهها للاستثمار. من خلال اتخاذ هذه الخطوات بحكمة، يمكنك التأكد من أنك تستثمر ضمن حدودك المالية ودون التأثير على استقرارك المالي.

إقرأ أيضا:متى يجب عليك بيع أسهمك؟: دليل شامل

المساهمة المستقبلية في الاستثمارات

عند التخطيط للاستثمار لأول مرة، من الضروري تحديد المبلغ الذي يمكنك إضافته بانتظام إلى استثماراتك في المستقبل. هذه المساهمات المنتظمة تلعب دورًا كبيرًا في تحقيق أهدافك المالية على المدى الطويل. يمكن أن تكون هذه المساهمات شهرية أو فصلية، وذلك يعتمد على دخلك والتزاماتك المالية الأخرى.

أولاً، من المهم تحديد دخلك الصافي بعد خصم جميع النفقات الثابتة والمتغيرة. هذا يتضمن الإيجار أو القروض، الفواتير الشهرية، النفقات المعيشية، وأي التزامات مالية أخرى. بعد ذلك، يمكنك تحديد المبلغ الذي يتبقى لديك والذي يمكن تخصيصه للاستثمار بانتظام.

إذا كان لديك دخل غير ثابت أو موسمي، فقد تحتاج إلى النظر في المساهمات الفصلية بدلًا من الشهرية. على سبيل المثال، إذا كنت تعمل في مجال يعتمد على العمولات أو لديك دخل غير منتظم، قد يكون من الأسهل تخصيص جزء من دخلك كل ثلاثة أشهر بدلًا من كل شهر.

بمجرد تحديد المبلغ الذي يمكنك استثماره، يجب أن تكون على دراية بأهدافك الاستثمارية. هل تسعى إلى بناء صندوق طوارئ، أو التخطيط للتقاعد، أو تحقيق أهداف مالية أخرى؟ تحديد أهدافك سيساعدك في تحديد المدة الزمنية والنهج الاستثماري الأنسب لك.

تذكر أن المساهمات الصغيرة بانتظام يمكن أن تتراكم بمرور الوقت. الاستثمار بشكل منتظم يساعد في تقليل المخاطر المرتبطة بتقلبات السوق ويتيح لك الاستفادة من تأثير الفائدة المركبة. لذا، تأكد من الالتزام بمساهماتك المنتظمة وتعديلها حسب الحاجة مع تغير دخلك أو أهدافك المالية.

أهمية التخطيط المالي

التخطيط المالي هو أحد العناصر الأساسية لتحقيق الاستقرار المالي والنجاح الاستثماري. إذا كنت موظفًا، فإن دخلك المستمر يوفر لك فرصة فريدة للاستثمار بحكمة. الاستعانة بمخطط مالي محترف يمكن أن يكون له تأثير كبير على كيفية تحديد مقدار الأموال التي يمكنك استثمارها بفعالية دون أن تعرض نفسك لمخاطر مالية غير ضرورية.

من خلال التخطيط المالي، يمكنك وضع أهداف مالية واضحة وقابلة للتحقيق. يتيح لك هذا النهج المنظم تحديد أولوياتك المالية، سواء كانت هذه الأولويات هي التقاعد المبكر، شراء منزل، أو تمويل تعليم أطفالك. المخطط المالي يساعدك في توزيع أموالك بشكل يتناسب مع هذه الأهداف، مما يضمن أنك لا تستثمر أكثر مما ينبغي في أي مجال معين.

علاوة على ذلك، التخطيط المالي يساعدك في تتبع نفقاتك وإيراداتك بشكل دوري. من خلال مراجعة وتحليل هذه البيانات، يمكنك التعرف على الفرص لتحسين كفاءتك المالية. على سبيل المثال، يمكنك اكتشاف نفقات غير ضرورية أو غير متوقعة والتعامل معها قبل أن تؤثر سلبًا على قدرتك الاستثمارية.

كما أن التخطيط المالي يتيح لك إنشاء صندوق طوارئ، وهو جزء أساسي من أي استراتيجية استثمارية ناجحة. وجود صندوق طوارئ يمكن أن يحميك من الضغوط المالية المفاجئة ويوفر لك الأمن المالي اللازم للاستمرار في تنفيذ خططك الاستثمارية حتى في الأوقات الصعبة.

في النهاية، التخطيط المالي يمثل الأداة الأساسية التي تمكنك من تحقيق توازن مالي مستدام. من خلال تنظيم أموالك بفعالية واستثمارها بحكمة، يمكنك تحقيق أهدافك المالية والوصول إلى الاستقلالية المالية التي تطمح إليها.

المتطلبات الأولية للاستثمارات المختلفة

عندما تفكر في بدء استثمارك الأول، من الضروري أن تكون على دراية بالمتطلبات الأولية التي تفرضها أنواع مختلفة من الاستثمارات. تختلف هذه المتطلبات بشكل كبير بين استثمار وآخر، مما يؤثر على قرارك بشأن نوع الاستثمار الذي يناسبك بناءً على المبلغ المتاح لديك.

على سبيل المثال، تتطلب الاستثمارات في سوق الأسهم عادةً حدًا أدنى من المبالغ المالية للبدء. يمكن أن تختلف هذه المبالغ حسب الوسيط المالي الذي تتعامل معه، ولكن غالبًا ما يحتاج المستثمرون إلى مبلغ يتراوح بين 500 دولار و1000 دولار كحد أدنى. هذا يعني أنك يجب أن تكون مستعدًا لتخصيص هذا المبلغ من أموالك لبدء تداول الأسهم.

على الجانب الآخر، قد تكون الاستثمارات العقارية أكثر تكلفة وتتطلب مبالغ أولية أكبر. شراء العقارات، سواء كانت سكنية أو تجارية، قد يتطلب دفع مقدمات كبيرة، تتراوح بين 10% و20% من قيمة العقار. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تأخذ في الاعتبار التكاليف الإضافية مثل الرسوم القانونية والتقييمات والتجديدات المحتملة.

أما بالنسبة للأسواق المالية الأخرى مثل السندات، فإن المتطلبات الأولية قد تكون أقل في بعض الحالات. يمكنك شراء السندات بمبالغ تبدأ من مئات الدولارات، مما يجعلها خياراً مناسباً للمستثمرين الذين يرغبون في استثمار مبالغ أقل. ومع ذلك، يجب أن تكون على علم بأن العوائد المتوقعة قد تكون أقل مقارنةً بالاستثمارات الأخرى.

إن تحديد المتطلبات الأولية لكل نوع من الاستثمارات يساعدك في وضع خطة مالية محكمة. تأكد دائماً من أن المبالغ التي تنوي استثمارها تتناسب مع هذه المتطلبات، وتحقق من أنك لا تتجاوز حدود قدرتك المالية. بهذه الطريقة، يمكنك اتخاذ قرارات استثمارية مدروسة تساعدك في تحقيق أهدافك المالية طويلة الأجل.

البحث عن الاستثمارات المناسبة

بمجرد تحديد المبلغ الذي يمكنك استثماره، يأتي دور البحث عن الاستثمارات المناسبة. البحث الدقيق يعد خطوة حاسمة لتحقيق الأهداف المالية. يجب أن تبدأ بفهم العوائد المتوقعة من كل نوع من أنواع الاستثمارات. على سبيل المثال، الاستثمار في الأسهم قد يوفر عوائد عالية على المدى الطويل، لكنه يأتي مع مستوى عالٍ من المخاطر. من ناحية أخرى، السندات تقدم عوائد ثابتة لكنها عادةً ما تكون أقل من الأسهم.

جانب آخر يجب مراعاته هو مدى ملاءمة الاستثمار لأهدافك المالية. إذا كنت تسعى لتحقيق نمو طويل الأجل، فقد تكون الاستثمارات في الأسهم أو صناديق الاستثمار المتداولة هي الخيار الأنسب. أما إذا كنت تبحث عن استقرار أكبر وعائدات ثابتة، فقد تكون السندات أو شهادات الإيداع هي الخيار الأفضل. من الضروري أن تتوافق الاستثمارات مع مدى تحملك للمخاطر وأفقك الزمني.

لا تنسَ أن تأخذ في الاعتبار التكاليف المرتبطة بكل نوع من الاستثمارات. بعض الاستثمارات تتطلب رسوم إدارية أو رسوم تداول يمكن أن تؤثر على العوائد الإجمالية. من المهم مقارنة هذه التكاليف مع العوائد المحتملة لتحديد ما إذا كان الاستثمار يستحق ذلك.

بالإضافة إلى ذلك، يُفضل دائمًا الاطلاع على آراء الخبراء الماليين ومراجعاتهم. يمكن أن توفر لك هذه المصادر رؤى قيمة حول أداء الاستثمارات المحتملة. تذكر أن الهدف هو الحصول على صورة شاملة تمكنك من اتخاذ قرار مستنير. عبر القيام بالبحث اللازم، يمكنك تقليل المخاطر وزيادة الفرص لتحقيق عوائد مجزية على استثماراتك.

البدائل في حالة عدم تلبية المتطلبات الأولية

إذا كانت الموارد المالية المتاحة لديك لا تلبي متطلبات الاستثمار الأولي، فإن هناك العديد من البدائل التي يمكن أن تساعدك في تحقيق أهدافك الاستثمارية. إحدى أبرز هذه البدائل تشمل البحث عن استثمارات ذات متطلبات أقل. قد تكون هذه الاستثمارات أصغر حجماً أو أقل خطورة، لكنها تُمكّنك من الدخول إلى عالم الاستثمار بدون الحاجة إلى رأس مال كبير. من أمثلة هذه الاستثمارات الصغيرة هي صناديق الاستثمار المشتركة أو حسابات التوفير ذات العوائد المرتفعة.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون الاستثمار التدريجي خياراً مناسباً لمن لا يمتلكون مبلغاً كبيراً من المال للبدء. يُعرف هذا النوع من الاستثمار أيضاً بـ “التدرج الاستثماري”، حيث يتم استثمار مبالغ صغيرة بشكل دوري على مدى فترة زمنية طويلة. هذا النهج يسمح لك بالاستفادة من قوة الفائدة المركبة ويقلل من المخاطر المرتبطة بتوقيت السوق. على سبيل المثال، يمكنك البدء بإيداع مبلغ صغير شهرياً في حساب استثماري، ومع مرور الوقت ستجد أن محفظتك الاستثمارية قد نمت بشكل ملحوظ.

كما يمكن النظر في استثمارات جماعية أو منصات التمويل الجماعي كبديل آخر. هذا النوع من الاستثمارات يتيح لك الانضمام إلى مجموعة من المستثمرين الذين يجمعون أموالهم لتحقيق هدف استثماري مشترك. من خلال تقسيم المخاطر بين عدد كبير من المستثمرين، يمكنك الاستفادة من مزايا الاستثمار دون الحاجة إلى ضخ رأس مال كبير في البداية.

في النهاية، يجب أن تتذكر أن البدائل الاستثمارية تتطلب دراسة دقيقة وتخطيط محكم. من الضروري أن تقوم ببحث مستفيض وفهم كامل للمخاطر المحتملة قبل اتخاذ أي قرار استثماري. استشارة مستشار مالي قد تكون خطوة حكيمة لضمان أنك تتخذ القرارات المناسبة بناءً على ظروفك المالية وأهدافك المستقبلية.

السابق
بدء استثماراتك بسهولة: دليل للمبتدئين
التالي
نصائح واستراتيجيات لتأجير العقارات كوسيلة لجلب أموال إضافية واستثمار في الأصول الملموسة